"بليكس وليس قنابل".. وثائقي جديد يستعيد كواليس بحث المفتش السويدي عن أسلحة صدام

شفق نيوز/ تعرض بريطانيا هذا الأسبوع الفيلم الوثائقي "بليكس وليس قنابل"، الذي يعيد تسليط الضوء على مهمة المفتش الدولي السويدي هانز بليكس، الذي وقف في قلب العاصفة الدولية عشية الغزو الأميركي للعراق عام 2003، حين كُلّف بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل التي استخدم غيابها لاحقاً كذريعة لإسقاط نظام صدام حسين.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية وترجمته وكالة شفق نيوز، فإن الفيلم، الذي أخرجته السويدية المولودة في تشيكيا غريتا ستوكلاسوفا، يتتبع حياة بليكس، الذي بلغ اليوم 97 عاماً، عبر مقابلة مطوّلة تتناول مسيرته المهنية، وحقبة "الحرب على الإرهاب"، والجدل الذي رافق عمليات التفتيش التي قادها في العراق.
يُظهر الوثائقي المفتش المخضرم في كامل وعيه وحيويته، حيث لا يزال ينشر الكتب ويظهر في لقطات وهو يسبح في بحيرة نرويجية. ويركز الحوار معه على الأسئلة الكبرى التي لا تزال تطارده: هل كانت هناك أسلحة دمار شامل؟ وهل يمكن إثبات غيابها بشكل قاطع؟
في مشهد لافت من الفيلم، بدا بليكس مهدداً بالانسحاب من المقابلة حين ضغطت عليه المخرجة بشأن موقفه النهائي، مكرراً تمسكه بأنه لم يعثر على أدلة تثبت وجود تلك الأسلحة، لكنه بقي متحفظاً إزاء إعلان قاطع بنفيها التام، متسائلاً: "كيف يمكن إثبات النفي؟ كيف تثبت أنه لا يوجد فأر في هذه الغرفة الآن؟".
ويعيد الفيلم تصوير السياق الدولي الذي أحاط بمهمة بليكس، لا سيما بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر، حين كانت الإدارة الأميركية تبحث عن هدف ترد عبره على تلك الهجمات. وكان العراق، الخارج من هزيمة حرب الخليج الأولى عام 1991، الهدف الأنسب في نظر واشنطن التي احتاجت إلى رواية أسلحة الدمار الشامل لتبرير غزوها، رغم قناعات واسعة داخل الأوساط الأممية بعدم وجودها.
ورغم أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عُثر عليه في باكستان، وهي قوة نووية لا يمكن تغيير نظامها بالقوة، فإن العراق تحوّل إلى الحلقة الأضعف التي يمكن ضربها، وفق التقرير البريطاني.
يُقدم الفيلم بليكس كدبلوماسي هادئ ومحترف وصادق، قاد عمليات تفتيش دقيقة في مواقع عراقية دون أن يعثر على شيء يذكر. لكنه، وفق التقرير، أدرك متأخراً أن إدارة الرئيس جورج بوش الابن كانت تستغل مسرحية الإحباط الطويلة التي رافقت مهمته لتبرير الغزو، مستخدمة صورة بليكس كمفتش "مخدوع" و"ليبرالي أممي" ساذج أمام خدع صدام حسين.
ويشير الفيلم إلى أن كارثة الحرب، بعد مرور أكثر من 20 عاماً، مهّدت الطريق لصعود تنظيم "داعش" وأدت إلى موجات لجوء ضخمة لا تزال تداعياتها قائمة حتى اليوم. وتطرح المخرجة مقارنة مع الحاضر، قائلة إن "عالم التفتيش الأممي الذي كان ينتمي إليه بليكس يبدو اليوم بعيداً"، في ظل نزاعات معاصرة لا تُعبأ كثيراً بمثل تلك الآليات، كما في الحالة الروسية الأوكرانية.
رغم كل شيء، يبقى بليكس في نظر الفيلم "رجلاً طيب القلب ومحترماً"، يحمل في إيمانه العميق بقيمة الحقيقة بُعداً بطولياً.
ومن المقرر عرض "بليكس وليس قنابل" على قناة "قصة حقيقية" البريطانية، بدءاً من 13 حزيران/يونيو الجاري.